الأربعاء، 1 فبراير 2012

الصين على وشك أن تشهد كــارثة بيئيــة

الصين على وشك أن تشهد كــارثة بيئيــة

تسّرب 20 طناً من مادة الكادميوم، و هو معدن ثقيل عالي السمية و يستخدم عادة في صناعة البطاريات و يمكن أن يسبب السرطان، في نهر في جنوب الصين. هذا و يمكن أن تتحول هذه الحادثة إلى إحدى أسوأ الحوادث من نوعها، إذ تم تهديد ما يقرب 4 ملايين من السكان لأن النهر يعتبر المصدر الرئيسي للماء في مدينة ليوتشو.
شوهد للمرة الأولى تأثير التسرب في منتصف شهر يناير/كانون الثاني حيث وجدت أسماك ميتة في النهر، و بالنسبة لبلد يعرف أنه يفتقر لقوانين حماية البيئية، التسرب الذي حصل في مقاطعة قوانغشي وصف من قبل مصادر محلية بأنه "غير مسبوق" وهذا يدل على حجم الكارثة، و يعتقد الخبراء أن ما لا يقل عن 200 ميلاً من نهر ليوجينغ معرض للخطر.
هذا يؤثر على مياة الشرب حيث نحو 3.7 مليون شخص يعيشون في مدينة ليوتشو و يستخدمون مياه النهر للشرب. يوم الاثنين أشارت التحاليل أن مستويات الكادميوم أعلى بنحو 80 مرة من الحد الآمن، إلا أن المسئولين يصرون على أن المياه صالحة للشرب في ليوتشو وأنها ستبقى كذلك حتى إذا إنتشر الكادميوم عبر النهر.
هرعت السلطات لتفريغ المئات من الأطنان من كلوريد الألمنيوم الى النهر في محاولة لها الى حل السموم، و أسرعوا سكان مدينة ليوتشو الى شراء المياه المعبأة في زجاجات معبرين عن غضبهم لأن أية أنباء لم ترد عن الحادثة إلا بعد أسبوعين تقريبا من اكتشافه، في حين أن المصدر المحدد لهذا التسرب لم يكشف عنه حتى الآن.
في البداية ألقى اللوم على شركة تعدين محلية، لكن وكالة أنباء Xinhua ذكرت هذا الأسبوع أنه "تم اعتقال سبعة من مديري الشركات الكيميائية المشتبه بهم و المسؤولين عن تصريف هذه المادة السامة الغير مرخص لها في النهر".
هذا التلوث يضيف إلى التلوث الكثيف الذي شوهد في أنهار و بحيرات و سواحل الصين، إذ من المرجح أن يكون له "تأثير دائم عندما يترسب الى قاع النهر"، وهذا كله بسبب عدم ضعف الأنظمة و التشريعات في الدولة، إذ تبدي السلطات استعدادا للتغاضي عن التلوث الصناعي من أجل السعي وراء التنمية الاقتصادية مهما كانت التكلفة.
وقعت عدة حوادث تلوث كيميائي في السنوات العشر الماضية في الصين، ففي عام 2005 تسرب جراء انفجار في شركة بتروتشاينا نحو 100 طن من المواد السامة في نهر سوانغهوا في شمال الصين، الأمر الذي أدى الى قطع مياه الشرب عن أكثر من 3 ملايين نسمة في مدينة هاربين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق