الثلاثاء، 24 يوليو 2012

المتطرفون استغلوا العاطفة الدينــيـة لتحقــيـق الشـهـرة

المتطرفون استغلوا العاطفة الدينــيـة لتحقــيـق الشـهـرة

 حذر وزير العدل ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الدكتور محمد العيسى من التشدد، مبينا أن هناك من يعلم أن أطروحته متشددة أو متطرفة لكنه يزايد ويستغل عاطفة الناس الدينية بهدف الذيوع والشهرة والاستكثار من الأتباع، وحول الحسبة أوضح وزير العدل أنها إذا كانت تتطلب سلطة فقد أوكل ولي الأمر ذلك لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإذا كانت لا تتطلب سلطة فهذه لكل أحد.
وأشار الدكتور العيسى في الجزء الثالث من حواره مع «عكـاظ» إلى أن مجمل ملاحظات الغرب على الإسلام تدور حول التشريع الجنائي، وقال: «بينا لهم خلال العديد من الزيارات الخارجية أن الإسلام يفرق بين الحرية والفوضى، والحرية والإخلال بالنظام العام».. وإليكم نص الحوار:

• كان لكم حديث عن منع الاحتساب إلا عن طريق جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم صار منكم تعقيب حوله، اسمح لي يا دكتور محمد أن أقول حصل عندي لبس في هذا، فهناك أمر بالمعروف محصور على الجهاز وهناك سماح آخر غير محصور ما حقيقة الأمر؟.
كان هذا في محاضرة دعاني لها الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضمن مجموعة من المشايخ وعلى رأسهم شيخنا سماحة مفتي عام المملكة وبعض أعضاء هيئة كبار العلماء، ومقصدي كما وضحته جليا في حديث لاحق بأن الحسبة إذا كانت تتطلب سلطة فقد أوكل ولي الأمر ذلك لنوابه في هذا الأمر وهم رجال الحسبة، وإذا كانت لا تتطلب سلطة فهذه لكل أحد فمن منا يمنع أن يدعو المسلم أخاه للصلاة وترك المنهيات سواء في عمله أو طريقه لكن متى ما خشي فيه من خطر عليه ولو كان بهذا الوصف فإنه يبلغ رجال الحسبة وذمته بريئة، وفي الوصف الأول وهو ما يحتاج لسلطة فإن هذا لرجال الحسبة ولا يسلب منهم وفي هذا أمر ملكي واضح يجب السمع والطاعة له من منطلق أن هذه الشعيرة في هذه الجزئية تحديدا لا يشك أنها فرض كفاية، والتجاوز في هذا العرف الإداري يسمى اغتصاب السلطة، والقاضي الإداري يعرف ما معنى اغتصاب السلطة، وهو من معدمات القرار الإداري المحصن له عن فوات المدد في الطعن عليه أي التقادم، وإن كان هذا يجري فيما يصدر عن جهات الإدارة لكن جرى على لساني توسعا في تفسيري للقرآن الكريم في إذاعة القرآن الكريم تأثرا مني بعملي سنوت عدة في القضاء الإداري، وكثرة الدوران على اللسان تستدعي المصطلح عند مظانه، غير أن البعيد عن سوغانه على اللسان فيمن يباشر مصطلحه على الدوام يجد منه وحشة.
• نعم هذا يحصل عند الاستماع للمصطلح أول مرة بينما المتكرر على لسانه يجده سائغا جدا.
هذا صحيح، أضرب لك مثالا في هذا في الشأن القضائي والحقوقي عندما سمعنا من المغاربة عبارة الشطط في استعمال الحق، بدل كلمة التعسف استنكرناها ووجدنا في استخدامها وحشة بينما هي ألطف من كلمة التعسف وإن كان في كل منهما قوة يتطلبها المعنى، وشيخنا العلامة بكر أبو زيد -رحمه الله- انتقد استخدام التعسف وقال إنما التعسف في هذا (التعسف) يقصد استخدام هذه العبارة في صياغة القاعدة، ومن يتتبع العلماء في كل ما يصدر عنهم من المصطلحات والألفاظ والعبارات بل وتتبعهم في بعض الفتاوى لن يرتاح ولن يريح.
• أعتقد أيضا واجهكم سوء فهم حول مفاهيم الحرية في الإسلام، بينما يكاد يتفق الجميع بأنكم أقنعتم الغرب في توضيحكم بأن الإسلام يفرق بين الحرية والفوضى والحرية والإخلال بالنظام العام كما هي عبارتكم في هذا أليس كذلك؟
بالنسبة لي لا أنظر للمغالط أو المتغرض فهذا لا حيلة فيه إلا أن يهديه الله، وفيما يتعلق بمفاهيم الحرية نعم قلنا لهم ما جاء في سؤالكم يا أخ عبد الله، فالإسلام يفرق بين الحرية والفوضى، والحرية والإخلال بالنظام العام، ومن الإخلال بالنظام العام انتهاك لقيم المجتمع المسلم، وفي هذا السياق فإن الحرية لا تبيح للمسلم أبدا أن يترك دينه فهذه ردة بل ولا تبيح له أن يقدم آراء تسيء لمسلمات الدين، وديننا لا يرتضي لغير المسلم إلا الإسلام، لكنه لا يكرهه على الإسلام أبدا و«لا إكراه في الدين» وعندما نستدل بهذا النص الشرعي نستصحب قاعدة الأصول: «العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب»، ولم يكره المسلمون أحدا على دخول الإسلام في طول وعرض تاريخنا الإسلامي المضيء ولجميع ما ذكر أحكام مبسوطة في كتب الفقه لا نطيل بذكر تفاصيلها، وقد بينا هذا في عدة مواضع وفي تفسيرنا الأسبوعي للقرآن الكريم في إذاعة القرآن الكريم من كل أربعاء.

اكمل المقال من هنا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق